مفهوم الصحة الجنسية
ما هي الجنسانية؟
يشير مصطلح الجنسانية إلى بُعد أساسي في شخصية الإنسان، ويتضمن الجنس والنوع والهوية الجنسية وهوية النوع والتوجه الجنسي والشهوة الجنسية والارتباط العاطفي/الحب والإنجاب، ويتم تجربتها أو التعبير عنها في الأفكار والتخيلات والرغبات والمعتقدات والسمات والقيم والأنشطة والممارسات والأدوار والعلاقات. إن الجنسانية هي نتاج تفاعل العوامل البيولوجية والنفسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأخلاقية والدينية والروحية؛ وبينما يمكن أن تضم الجنسانية جميع هذه الجوانب، فإنه ليس من الواجب اختبار جميع هذه الأبعاد أو التعبير عنها، وباختصار، على الرغم من كل ذلك فإن جنسانية كل منا تتم تجربتها والتعبير عنها بمن نحن وبماذا نشعر ونفكر ونفعل.
ما هي الصحة الجنسية؟
الصحة الجنسية هي حالة من السعادة الجسدية والعقلية والاجتماعية ذات العلاقة بالجنسانية. إنها تتطلب منهجًا خاصًا بالجنسانية والعلاقات الجنسية يتسم بالإيجابية والاحترام، بالإضافة لإمكانية الحصول على المتعة وتجارب الجنس الآمنة الخالية من الإكراه والتمييز والعنف.
ما هو الضعف الجنسي؟
مشكلة جنسية، أو اضطراب جنسي، يشير إلى مشكلة تظهر خلال أي مرحلة من مراحل دورة الاستجابة الجنسية تمنع أي فرد من الزوجين أو كلا الزوجين من الشعور بالرضا بعد النشاط الجنسي. تتضمن دورة الاستجابة الجنسية أربعة مراحل: الإثارة، والثبات (الاستقرار) ، وهزة الجماع، والاسترخاء (التراجع).
بينما تشير البحوث إلى أن الاختلال الجنسي هو اضطراب شائع (43% من النساء و31% من الرجال أبلغوا عن درجة ما من الصعوبة)، إنه الموضوع الذي يتردد الكثير من الأشخاص في الحديث بشأنه، ولحسن الحظ، فإن معظم حالات الأعتلال الجنسي قابلة للعلاج، لذا فإنه من المهم مشاركة مخاوفك مع زوجك/زوجتك ومع الطبيب.
ما هي أسباب المشاكل الجنسية؟
قد يكون الأعتلال الجنسي ناتجًا عن مشكلة جسدية أو نفسية.
- الأسباب الجسدية: الكثير من الحالات الجسدية يمكن أن تسبب مشاكل في الوظيفة الجنسية، وتتضمن هذه الحالات السكري، والأمراض القلبية والوعائية (الأوعية الدموية)، والأمراض العصبية، والاختلالات الهرمونية، والأمراض المزمنة مثل الفشل الكلوي أو الكبدي، وإدمان الكحول وسوء استخدام الأدوية. علاوة على ذلك، فإن الآثار الجانبية لبعض الأدوية، وتضم بعض الأدوية المضادة للاكتئاب، يمكن أن تؤثر على الرغبة والوظيفة الجنسية.
- الأسباب النفسية: تشمل القلق والتوتر المتعلق بالعمل، والمخاوف المتعلقة بالأداء الجنسي، والمشاكل المتعلقة بالزواج أو العلاقة، والقلق، والشعور بالذنب، وتأثيرات صدمة جنسية سابقة.
من الذي يتأثر بالمشاكل الجنسية؟
يتأثر كل من الرجال والنساء بالمشاكل الجنسية. و يمكن أن تحدث عند البالغين من جميع الأعمار، ومن بين الذين يمكن أن تحدث لديهم هذه المشاكل كبار السن؛ حيث تكون ذات صلة بأعتلال الصحة مع التقدم في العمر.
كيف يمكن أن تؤثر المشاكل الجنسية على الرجال؟
أكثر المشاكل الجنسية شيوعًا لدى الرجال هي اضطرابات القذف، وضعف الانتصاب، وضعف الرغبة الجنسية.
ما هي اضطرابات القذف؟
هناك أنواع مختلفة من هذه الأضطرابات، وهي تتضمن ما يلي:
- القذف المبكر – يشير إلى القذف الذي يحدث قبل الإيلاج أو بعده مباشرة.
- القذف المكبوت أو المتأخر – عندما يكون حدوث القذف بطيئًا.
- القذف العكسي – يحدث عندما يتم، عند هزة الجماع، دفع القذف للداخل إلى المثانة بدلاً من دفعه عبر الإحليل إلى الخارج عبر نهاية العضو التناسلي الذكري.
في بعض الحالات، يحدث القذف المبكر والقذف المكبوت بسبب ضعف الأنجذاب نحو الزوجة، والصدمات السابقة، والعوامل النفسية التي تضم الخلفية الدينية الصارمة التي تسبب نظرة الشخص للجنس على أنه إثم، وعادة ما يكون القذف المبكر، وهو أكثر أنواع الاضطرابات الجنسية شيوعًا، ناتجًا عن الهلع بخصوص جودة الأداء خلال ممارسة الجنس، وقد تؤثر بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب على القذف.
القذف العكسي شائع لدى الرجال المصابين بالسكري والذين يعانون من الاعتلال العصبي السكري (تلف الأعصاب). ينتج هذا عن وجود مشاكل في أعصاب المثانة وعنق المثانة مما يسمح للسائل المنوي بالتدفق للخلف إلى المثانة، وفي رجال آخرين، يحدث القذف العكسي بعد إجراء عمليات في عنق المثانة أو البروستاتا، أو بعد إجراء عمليات معينة في البطن. علاوة على ذلك، فإن بعض الأدوية وخاصة التي تستخدم في علاج اضطرابات المزاج قد تسبب مشاكل في القذف. لا يتطلب ذلك في العادة علاجًا ما لم يؤثر على الخصوبة.
ما هو ضعف الانتصاب؟
يعرَّف ضعف الانتصاب بأنه عدم القدرة على الوصول للانتصاب أو الحفاظ عليه بشكل مناسب للقاء الجنسي. من أسباب ضعف الانتصاب الأمراض التي تؤثر على تدفق الدم، مثل تصلب الشرايين، الأمراض العصبية، العوامل النفسية مثل التوتر والاكتئاب والقلق بخصوص الأداء (الهلع بخصوص قدرته على الأداء الجنسي)، وإصابات العضو التناسلي الذكري. كما قد تؤدي الإصابة بمرض مزمن وتناول بعض الأدوية والإصابة بمرض يسمى داء بيروني (نسيج ندبي في العضو التناسلي الذكري) إلى ضعف الانتصاب.
ما هو فتور الرغبة الجنسية؟
يشير فتور الرغبة، أو فقدان الشهوة، إلى نقص الرغبة في النشاط الجنسي أو نقص الاهتمام به. قد ينتج نقص الشهوة عن عوامل جسدية أو نفسية، و قد يكون مصاحبًا لنقص مستويات هرمون التستوستيرون. كما قد ينتج فتور الرغبة عن مشاكل نفسية مثل القلق والاكتئاب، و عن أمراض طبية مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، و عن أدوية معينة مثل مضادات الاكتئاب، و أيضاً عن مشاكل في العلاقة الزوجية.
كيف يتم تشخيص المشاكل الجنسية لدى الرجال؟
لتشخيص المشاكل الجنسية لدى الرجال، يبدأ الطبيب بالتاريخ الكامل للأعراض. قد يطلب الطبيب منك إجراء اختبارات أخرى لتحديد أي مشاكل طبية قد تساهم في الاضطراب. قد يحيلك الطبيب لأطباء آخرين، مثل أختصاصي المسالك البولية و التناسلية، أو أختصاصي الغدد الصماء (المختص بالأمور المتعلقة بالهرمونات)، أوطبيب الأمراض العصبية (المختص بالجهاز العصبي)، أوالمعالجين الجنسيين والمستشارين الآخرين.
ما هي الاختبارات التي تستخدم في تقييم المشاكل الجنسية؟
يمكن استخدام العديد من الاختبارات لتقييم أسباب المشاكل الجنسية لدى الرجال ودرجتها.
وتتضمن هذه الاختبارات ما يلي:
- اختبارات الدم – يتم إجراء هذه الاختبارات لتقييم مستويات الهرمونات.
- التقييم الوعائي – يتضمن ذلك تقييم تدفق الدم إلى العضو التناسلي الذكري. قد يساهم انسداد الوعاء الدموي الذي يمد العضو الذكري بالدم في ضعف الانتصاب.
- الاختبارات الحسية – تكون مفيدة بشكل خاص في تقييم تأثيرات الاعتلال العصبي السكري (تلف الأعصاب)، وتعمل الاختبارات الحسية على قياس قوة نبضات الأعصاب في منطقة معينة في الجسم.
- قياس الانتصاب الليلي واختبار الصلابة – يستخدم هذا الاختبار لمراقبة الانتصاب الذي يحدث بشكل طبيعي خلال النوم. يمكن لهذا الاختبار المساعدة في تحديد ما إذا كانت مشاكل الانتصاب لدى الرجل ناتجة عن أسباب جسدية أم نفسية.
كيف يتم علاج الأعتلال الجنسي عند الرجل؟
يمكن إصلاح الكثير من حالات الأعتلال الجنسي لدى الرجال عن طريق علاج المشاكل الجسدية أو النفسية الكامنة، ويمكن أن تتضمن استراتيجيات العلاج ما يلي:
- العلاج الطبي – يتضمن هذا العلاج معالجة أي مشكلة جسدية قد تساهم في ضعف الانتصاب لدى الرجل.
- الأدوية – يمكن للأدوية مثل مثبطات النوع الخامس من انزيم فوسفو داي استراز أن تساعد في تحسين الوظيفة الجنسية لدى الرجال عن طريق تحسين تدفق الدم إلى العضو الذكري.
- الهرمونات – قد يستفيد الرجال الذين تكون مستويات هرمون التستوستيرون لديهم منخفضة من المكملات الهرمونية (العلاج التعويضي للتستوستيرون).
- العلاج النفسي – العلاج بمساعدة معالج نفسي يمكن أن يساعد الشخص على مخاطبة مشاعر القلق أو الخوف أو الذنب التي قد تؤثر على الوظيفة الجنسية.
- الوسائل الميكانيكية المساعدة – يمكن للوسائل المساعدة مثل أدوات التفريغ و الجراحة التعويضية للعضو التناسلي الذكري أن تساعد الرجال المصابين بضعف الانتصاب.
- التثقيف والتواصل – التثقيف بخصوص الجنس والسلوكيات والاستجابات الجنسية يمكن أن يساعد الرجل على التغلب على القلق بخصوص أدائه الجنسي. فتح حوار مع شريكتك عن احتياجاتك ومخاوفك يساعد أيضًا على التغلب على الكثير من الحواجز التي تعوق الحصول على حياة جنسية صحية.
كيف يؤثر الأعتلال الجنسي على النساء؟
إن أكثر المشاكل المتعلقة بالأعتلال الجنسي شيوعًا لدى السيدات تتضمن ما يلي:
- فتور الرغبة الجنسية. يتضمن ذلك نقص الرغبة الجنسية أوضعف الاهتمام بالجنس. يمكن للكثير من العوامل أن تساهم في نقص الرغبة، ومنها التغيرات الهرمونية والحالات الطبية والعلاجات (على سبيل المثال السرطان والعلاج الكيميائي)، والاكتئاب، والحمل، والتوتر، والتعب؛ كما أن الملل من روتين الجنس المتكرر قد يساهم أيضًا في نقص الحماسة للجنس، وقد تساهم عوامل نمط الحياة مثل المهنة ورعاية الأطفال في ذلك.
- عدم القدرة على الحصول على الإثارة. بالنسبة للنساء، فإن عدم القدرة على الوصول للإثارة الجسدية خلال النشاط الجنسي يتضمن عادة الترطيب غير الكافي للمهبل. كما يمكن لعدم القدرة على الوصول للإثارة أن تكون متعلقة بالقلق أو الإثارة غير الكافية. علاوة على ذلك، فإن الباحثين يقومون بالبحث في كيفية مساهمة مشاكل تدفق الدم التي تؤثر على المهبل والبظر في مشاكل الإثارة.
- عسر هزة الجماع. يعني عدم الوصول للذروة الجنسية (هزة الجماع). قد يحدث بسبب نقص الرغبة الجنسية لدى النساء، أو عدم الخبرة، أو نقص المعرفة، أو العوامل النفسية مثل الشعور بالذنب أو القلق، أو صدمة جنسية أو اعتداء جنسي سابق، ومن العوامل الأخرى التي تساهم في عسر هزة الجماع الإثارة غير الكافية، وبعض الأدوية، والأمراض المزمنة.
- آلام الجماع. قد ينتج الألم أثناء الجماع عن عدد من المشاكل، منها بطانة الرحم المهاجرة، والتكتلات في الحوض، وأكياس المبيض، والتهاب المهبل، الترطيب الضعيف، وجود نسيج ندبي ناتج عن جراحة، أو التهاب منقول جنسيًا. هناك حالة تسمى تشنج المهبل اللاإرادي وهي تقلص مؤلم لا إرادي في العضلات المحيطة بمدخل المهبل. قد تحدث هذه الحالة لدى النساء الذين يخافون من أن يكون الإيلاج مؤلمًا، وقد تنبع من الخوف من الجنس أو من صدمة سابقة أو تجربة مؤلمة.
كيف يتم تشخيص الأعتلال الجنسي عند النساء؟
لتشخيص الأعتلال الجنسي لدى النساء، قد يبدأ الطبيب بفحص جسدي وتقييم شامل للأعراض. قد يقوم الطبيب بإجراء فحص للحوض لتقييم صحة الأعضاء التناسلية وفحص مسحة عنق الرحم لتحديد التغيرات في خلايا عنق الرحم (للبحث عن حالات السرطان وما قبل السرطان)، وقد يطلب الطبيب منكِ إجراء اختبارات أخرى لتحديد أي مشاكل طبية قد تساهم في الأعتلال الجنسي.
إن تقييم مواقفك المتعلقة بالجنس، بالإضافة للعوامل الأخرى التي قد تساهم في الأعتلال الجنسي (مثل القلق، أو الخوف، أو الصدمة/الاعتداءات الجنسية السابقة، أو مشاكل العلاقة، أو إدمان الكحول أو المخدرات) سوف يساعد الطبيب على فهم السبب الكامن للمشكلة والقيام بتوصيات ملائمة للعلاج.
كيف يتم علاج الأعتلال الجنسي عند النساء؟
إن المنهج المثالي لعلاج الأعتلال الجنسي لدى النساء يتضمن بذل الجهد المشترك بين المرأة والأطباء والمعالجين المدربين، ويمكن علاج معظم أنواع المشاكل الجنسية عن طريق علاج المشاكل الجسدية أو النفسية الكامنة.
كما أن هناك استراتيجيات علاج أخرى تركز على ما يلي:
- توفير التثقيف. إن التثقيف بخصوص تشريح جسم الإنسان والوظيفة الجنسية والتغيرات الطبيعية المصاحبة لتقدم العمر بالإضافة إلى السلوكيات والاستجابات الجنسية، قد يساعد المرأة على التغلب على القلق بخصوص الوظيفة الجنسية والأداء الجنسي.
- تحسين الإثارة. قد يتضمن ذلك استخدام المواد المثيرة (الفيديوهات أو الكتب) و التغييرات في الروتين الجنسي.
- توفير تقنيات الإلهاء. يمكن استخدام الخيالات المثيرة أو غير المثيرة أو ممارسة التمرينات مع اللقاء الجنسي أو الموسيقى أو الفيديوهات أو التلفاز لزيادة الاسترخاء وإزالة القلق.
- السلوكيات التي لا تتضمن الجماع. يمكن استخدام سلوكيات أخرى غير الجماع (نشاط جسدي مثير لا يتضمن الجماع)، مثل التدليك الحسي، لتعزيز الراحة وزيادة التواصل بين الشريكين.
- تقليل الألم. إن استخدام الأوضاع الجنسية التي تساعد المرأة على التحكم في عمق الإيلاج يمكن أن يساعد في تخفيف بعض الألم. كما أن استخدام المزلقات المهبلية يمكن أن يساعد في تقليل الألم الناتج عن الاحتكاك، كما يساعد الاستمتاع بدش دافئ قبل الجماع على زيادة الاسترخاء.
هل يمكن علاج المشاكل الجنسية؟
إن نجاح علاج المشاكل الجنسية يعتمد على السبب الكامن. يكون هذا جيدًا للاضطرابات التي تتعلق بحالة جسدية قابلة للعلاج أو قابلة للإصلاح، ويمكن علاج الخلل البسيط الذي يتعلق بالتوتر أو الخوف أو القلق بشكل ناجح عن طريق الاستشارة والتثقيف وتحسين التواصل بين الزوجين.
هل يمكن الوقاية من المشاكل الجنسية؟
حيث أن المشاكل الجنسية لا يمكن الوقاية منها، فإن التعامل مع الأسباب الكامنة وراء الأعتلال الجنسي قد يساعد في فهم المشكلة والتعامل معها بشكل أفضل عند حدوثها. هناك بعض الخطوات التي يمكنك القيام بها للحفاظ على وظيفة جنسية جيدة:
- اتبع خطة العلاج التي يقدمها لك طبيبك لأي حالة طبية.
- قلل معدل تعاطي الكحول.
- أقلع عن التدخين.
- تعامل مع أي مسائل عاطفية أو نفسية مثل التوتر والاكتئاب والقلق. احصل على العلاج عند الحاجة.
- قم بزيادة التواصل مع زوجتك/زوجك
متى يجب عليّ الاتصال بالطبيب بخصوص مشكلة جنسية؟
يعاني الكثير من الرجال والنساء من مشاكل جنسية من وقت لآخر. على الرغم من ذلك، فعندما تكون المشاكل مستمرة، فإنها قد تسبب محنة للزوجين ويكون لها تأثير سلبي على علاقتهما. إذا كنت تعاني باستمرار من مشاكل في الوظيفة الجنسية، استشر طبيبك للتقييم والعلاج.