التربية الجنسية
التثقيف الجنسي أمر اساسي
١- التحدث مع الأطفال الصغار والأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة عن الجنس
يبدأ التثقيف الجنسي عادة مع فضول الطفل نحو معرفة الأمور المتعلقة بجسده، ونقدم هنا طريقة تمهيد الطريق للتثقيف الجنسي مع طريقة الإجابة على أسئلة الطفل.
إن التثقيف الجنسي موضوع يتجنبه معظم الآباء. إذا كان لديك طفل صغير، فقد تفكر أنك غير مُلام – على الأقل لفترة من الوقت، ولكن هذا ليس بالضرورة صحيحًا. إن التثقيف الجنسي يمكن أن يبدأ في أي وقت. دع الطفل يمهد الطريق بأسئلته.
– الاستكشاف المبكر
بينما يتعلم الأطفال المشي أو الكلام، فإنهم يبدؤون أيضًا في استكشاف أجسادهم. افتح الباب للتثقيف الجنسي عن طريق تعليم طفلك الأسماء الصحيحة لأعضائه أو أعضائها الجنسية، ويمكن القيام بذلك أثناء الاستحمام. إذا أشار طفلك لجزء في الجسم، قم ببساطة بإخباره باسم هذا الجزء. إن هذا أيضًا وقت جيد للتحدث عن أجزاء الجسم التي تكون شخصية.
عندما يسأل طفلك أسئلة عن جسمه – أو جسمك – لا تقهقه أو تضحك أو تخجل. تقبّل الأسئلة دون تمحيص. قدم إجابات مباشرة ومناسبة لعمر الطفل. إذا كان طفلك يرغب في معرفة المزيد، فإنه سوف يسأل.
– توقَّع الإثارة الذاتية
يعبر الكثير من الأطفال عن فضولهم الجنسي الطبيعي عن طريق الإثارة الذاتية. ربما يقوم الأولاد بجذب القضيب، وقد تقوم البنات بحك الأعضاء التناسلية. علم طفلك أن الاستمناء هي نشاط طبيعي، ولكنه شخصي. إذا بدأ طفلك في ممارسة الاستمناء علنًا، حاول إلهاءه عنها، وإذا فشلت في ذلك، خذ طفلك جانبًا لتذكيره بأهمية الخصوصية.
في بعض الأحيان، تشير ممارسة الاستمناء بشكل متكرر إلى وجود مشكلة في حياة الطفل. ربما يشعر بالقلق أو لا يتلقى الرعاية الكافية في المنزل، وقد يكون ذلك علامة على الاعتداء الجنسي. علم طفلك/طفلتك أنه غير مسموح لأي شخص بلمس المناطق الخاصة من جسمه/جسمها بدون إذن. إذا كنت قلقًا بخصوص سلوك طفلك، استشر طبيبه.
– الفضول بخصوص الآخرين
بحلول العام الثالث أو الرابع من عمر الطفل، يدرك الطفل عادة أن الأعضاء التناسلية لدى الأولاد والبنات مختلفة، ويظهر الفضول الطبيعي، فقد تجد طفلك يلعب دور طبيب أو يفحص الأعضاء التناسلية لطفل آخر. إن هذا الفضول بعيد كل البعد عن النشاط الجنسي لدى البالغين، وهو غير مضر إذا كان خاصًا فقط بالأطفال الصغار. بالرغم من ذلك، وكشأن خاص بالأسرة، فقد ترغب في وضع حدود لهذا الاستكشاف.
-استغلال الفرص المتاحة كل يوم هو أمر أساسي
إن التثقيف الجنسي ليس عبارة عن مناقشة واحدة تشمل جميع الأمور. بدلاً من ذلك، استغل الفرص المتاحة كل يوم لمناقشة الجنس. على سبيل المثال، إذا كان هناك حمل في الأسرة، أخبر الطفل أن نمو الأجنة يكون في مكان خاص داخل الأم. إذا كان طفلك يرغب في مزيد من التفصيل عن طريقة وصول الجنين إلى هناك أو كيفية ولادة الطفل، فوفر له ذلك.
ادرس هذه الأمثلة:
- كيف يدخل الطفل إلى بطن ماما؟ يمكنك أن تقول “لقد صنع ماما وبابا الطفل عن طريق حمل بعضهما البعض بطريقة خاصة”.
- كيف يولد الأطفال؟ بالنسبة لبعض الأطفال، يكون من الكافي أن تقول “الأطباء والممرضات يساعدون الأطفال الجاهزين للولادة”. إذا كان طفلك يرغب في معرفة المزيد، فقل “عادة تقوم الأم بدفع الطفل خارج المهبل”.
- لماذا لا يمتلك جميع الأشخاص قضيبًا؟ جرب أن توضح توضيحًا بسيطًا، “أجسام الأولاد والبنات مختلفة”.
- لماذا يوجد لديك شعر بالأسفل هناك؟ البساطة تكون جيدة هنا أيضًا، يمكنك أن تقول “تتغير أجسامنا كلما تقدمنا في العمر”. إذا كان طفلك يرغب في معرفة المزيد، فأضف “ينمو الشعر لدى الأولاد بالقرب من القضيب، وينمو الشعر لدى البنات بالقرب من المهبل”.
بينما ينضج طفلك ويسأل أسئلة أكثر تفصيلاً، فإنه يمكنك أن تقدم إجابات أكثر تفصيلاً. أجب عن الأسئلة الخاصة باستخدام المصطلحات الصحيحة، وحتى إذا كنت لا تشعر بالراحة، امضِ قدمًا. تذكر، إنك تمهد الطريق لمناقشات مفتوحة وأمينة في السنوات القادمة.
٢- التحدث مع الأطفال في عمر المدرسة عن الجنس
إن التثقيف الجنسي لا يحتاج إلى مناقشة واحدة تشمل جميع الأمور. اتبع تلميحات طفلك عن المعلومات التي يريد معرفتها – ومتى.
عادة يبدأ التثقيف الجنسي كدروس تشريح بسيطة خلال سنوات الطفولة المبكرة، ولكن خلال عمر دخول المدرسة، قد يبدأ طفلك في طرح أسئلة معينة عن الجنس. لست متأكدًا مما يجب عليك قوله؟ ادرس هذا الدليل لمناقشة الجنس مع الطفل في عمر المدرسة.
– توقَّع أسئلة مفصَّلة
يرضى الأطفال الصغار وأطفال ما قبل عمر المدرسة بالإجابات الغامضة عن سؤال “من أين يأتي الطفل”، ولكن الأطفال في عمر المدرسة يميلون لطرح أسئلة أكثر تحديدًا عن الصلة بين الجنس وصناعة الطفل، وحيث أن الأسئلة التي يطرحها طفلك عن الجنس تصبح أكثر تعقيدًا – وربما أكثر إثارة للخجل – فإنه قد يتحول إلى الأصدقاء أو مصادر أخرى للحصول على مزيد من المعلومات.
عندما يتساءل طفلك في عمر المدرسة عن الجنس، فاسأله عما يعرفه بالفعل. صحح أية مفاهيم خاطئة، ثم وفر تفاصيل كافية للإجابة عن الأسئلة الخاصة. لا تضحك على أسئلة الطفل أو تستخدم أسماء مستعارة لأعضائه الجنسية، مما يعطي علامة بأن أجزاء الجسم هذه يجب عدم مناقشتها.
ادرس هذه الامثلة:
- ما هو الانتصاب؟ يمكنك أن تقول “إن قضيب الولد عادة ما يكون لينًا، ولكن أحيانًا يصبح صلبًا ويقف بعيدًا عن الجسم. هذا ما يسمى الانتصاب”، وضح كيف يمكن أن يحدث الانتصاب عندما يكون الولد نائمًا أو عند لمس قضيبه، وقد يكون هذا هو الوقت المناسب لشرح معنى الاحتلام.
- ما هي الدورة الشهرية؟ يمكنك أن تقول “الدورة الشهرية تعني أن جسد الفتاة قد أصبح ناضجًا بما يكفي لحدوث الحمل”. اشرح كيف أن الدورة الشهرية جزء مهم من الدورة الإنجابية. يمكنك أن توفر تفاصيل عن النزيف ومنتجات العناية الأنثوية.
- كيف يمارس الأشخاص الجنس؟ إذا تساءل طفلك عن طريقة ممارسة الجنس، كن أمينًا. يمكنك أن تقول “يقوم الرجل بوضع قضيبه في مهبل المرأة”. فكر في استخدام كتاب به توضيحات أو مخططات لمساعدة طفلك على الفهم.
- ما هو الاستمناء؟ يمكنك أن تقول “الاستمناء هو عندما يقوم الولد بحك قضيبه أو عندما تقوم البنت بحك منطقة المهبل لديها”. ذكر طفلك بأن الاستمناء هي نشاط طبيعي ولكنه شخصي.
حتى إذا لم تشعر بالراحة، امضِ قدمًا، وتذكر، إنك تمهد الطريق لمناقشات مفتوحة وأمينة في السنوات القادمة. فكر في ذلك، من أفضل من يقوم بتعليم طفلك – أنت أم التلفاز والإنترنت وأصدقاء طفلك؟
– قلق المراهق
بين عمر 8 و12 عامًا، عادة يكون الأطفال قلقين بخصوص ما إذا كانوا “طبيعيين” – وخاصة فيما يتعلق بحجم القضيب وحجم الثدي، وضح ما يحدث خلال البلوغ لكل من الأولاد والبنات. أكد على أن الأطفال في نفس العمر ينضجون بمعدلات مختلفة. قد يبدأ البلوغ مبكرًا بأعوام أو متأخرًا بأعوام عند بعض الأطفال، ولكن في النهاية الجميع يحدث له ذلك. قد ترغب في مشاركة الخبرات المكتسبة من نموك الخاص، وخاصة إذا كنت تشعر في وقت ما بنفس المخاوف التي يشعر بها طفلك الآن.
– المسؤوليات والنتائج
تحدث مع طفلك عن النتائج الجسدية والنفسية الناتجة من كونه قد أصبح نشطًا جنسيًا، مثل الحمل والعدوى المنقولة جنسيًا ومجموعة المشاعر. إن مناقشة هذه الأمور اليوم يمكن أن يساعد طفلك على تجنب الشعور بالضغط من أنه لم يصبح نشطًا جنسيًا قبل أن يكون مستعدًا لذلك بالفعل. عندما تخبر طفلك عن مخاطر الجنس، لا تخف من ذكر المتعة أيضًا. دع طفلك يعلم أن الجنس يمكن أن يكون جميلاً في علاقة عاطفية ملتزمة.
قم بدورك في التثقيف الجنسي بجدية. شجع طفلك على العناية بجسده، وطور لديه إحساسًا صحيًا باحترام الذات، وابحث عن المعلومات من مصدر موثوق. إن منهجك المدروس في التثقيف الجنسي يمكن أن يساعد طفلك على التمتع بحياة جنسية صحية طوال حياته.
٣- التحدث مع المراهق عن الجنس
يتم توفير التعليم الخاص بالجنس في كثير من المدارس، ولكن لا تعتمد على تعليمات الفصل الدراسي فقط. إن التثقيف الجنسي يجب أن يتم في المنزل أيضًا، وإليك بعض المعلومات لمساعدتك على التحدث مع طفلك المراهق عن الجنس.
يمكن أن تتم تغطية أساسيات التثقيف الجنسي في الفصل الدراسي، ولكن المراهق قد لا يسمع – أو لا يفهم – كل شيء يحتاج لمعرفته للاختيار من بين الاختيارات الصعبة الخاصة بالجنس، وهنا يأتي دورك. إن التثقيف الجنسي الذي قد يكون مثيرًا للحرج هو مسؤولية الأبوين. عن طريق تعزيز ما تعلمه طفلك المراهق في المدرسة وإكماله، يمكنك أن تمهد الطريق لحياة جنسية صحية تدوم مدى الحياة.
– كسر الجليد
إن الجنس هو الموضوع الأساسي في الأخبار والترفيه والإعلان. يكون من الصعب في العادة تجنب هذا الموضوع المتواجد دائمًا، ولكن عندما يكون الوالدان والأطفال في سن المراهقة بحاجة للتحدث، فإن الأمر ليس دائمًا سهلاً للغاية. إذا انتظرت للحظة المثالية، فقد تفقد أفضل الفرص. بدلاً من ذلك، فكر في التثقيف الجنسي على أنه محادثة مستمرة، ونقدم لك هنا بعض الأفكار لمساعدتك على بدء المناقشة والحفاظ على استمراريتها.
- اقتنص الفرصة عندما يقوم برنامج في التلفاز أو فيديو موسيقي بإثارة قضايا تتعلق بالسلوك الجنسي المسؤول، استخدمهم كنقطة انطلاق للمناقشة. تذكر أن الأوقات اليومية – كالركوب في السيارة أو وضع السلع في أماكنها – توفر أحيانًا أفضل الفرص للتحدث.
- كن أمينًا. إذا لم تكن تشعر بالراحة، اذكر ذلك – ولكن وضح أنه من المهم الاستمرار في التحدث. إذا لم تكن تعلم الإجابة عن أسئلة طفلك المراهق، اعرض عليه أن تجدا الإجابات أو تبحثا عنها سويًا.
- كن مباشرًا. اذكر بشكل واضح مشاعرك الخاصة بمسائل معينة، مثل الجنس الفموي والجماع. اعرض المخاطر بموضوعية، ويضم ذلك الألم العاطفي والعدوى المنقولة جنسيًا والحمل غير المخطط له، وضح أن الجنس الفموي ليس بديلاً خاليًا من المخاطر للجماع.
- فكر في وجهة نظر طفلك المراهق. لا تحاضر طفلك المراهق أو تعتمد على سياسة التخويف لتثنيه عن النشاط الجنسي. بدلاً من ذلك، استمع بعناية. افهم الضغوط والتحديات والمخاوف التي تواجه طفلك المراهق.
- تجاوز الحقائق. يحتاج طفلك المراهق إلى معلومات دقيقة عن الجنس، ولكن الحديث عن المشاعر والسلوكيات والقيم لا يقل أهمية عن ذلك. افحص الأسئلة المتعلقة بالأخلاقيات والمسؤولية في سياق معتقداتك الشخصية والدينية.
- ادعُ لمزيد من المناقشة. دع طفلك يعلم أن من المقبول التحدث معك عن الجنس في أي وقت تطرأ عنده أسئلة. قم بمكافئته على طرح الأسئلة بأن تقول “إنني سعيد بأنك قد أتيت إليّ”.